
اليوم ثار قلبي عليّ
فجاءة وبدون مقدمات
قرر أنه متعب وغير قادر على المواصلة
أمر دقاته بالتوقف وشرايينه بالنضوب وأوردته بالجفاف
وبدأت أجهزته بتنفيذ الأوامر فهي لا تستطيع العصيان !
دقات القلب بدأت تتباطأ
شرايينه أفرغت حمولتها من الدم
أما الأوردة فقد سربت كل ما كان بها من السائل الأحمر
واستسلمت هي الأخرى للأوامر الصارمة !
وبدأت بشرتي بالازرقاق
وخضعت بقية أعضاء جسدي هي الأخرى باستسلام غريب
لأوامر القلب التعب !
ما عدا عضواً واحداً ظل يقاوم الأوامر
وأعلن العصيان
تمرد ومازال يرفض الخضوع
وكلما أغمضت عينيي استسلاماً للموت
انتفض من جديد !!
و أيقض بقية الأعضاء في فورة حب للحياة عجيب !
مازال يعطي موجاته العصبية أن قومي
ويأمر الخلايا بإعلان الانقلاب !!
ويثور قلبي رافضا الخنوع له
متسائلاً الم تتعب أيها العقل ؟
الم تمل ؟ أيها المسكين
كم من الوقت !!
وكم من الدموع !!
وكم من الحزن سيملئني قبل أن تدرك حقائق الأشياء ؟
وكم مرة سأقول لك :
لا فائدة من كل هذه الهرولة
لا نهاية لهذا الطريق
لقد تعبتَ وأتعبتني معك
فكم تتبعت الأفكار وراء الأفكار
حتى تشتت أفكارك....تهت أنا معها !
ويصرخ قلبي : لكن فلتتشتتَ وراء الأفكار
نعم فلتفعل علّ التوهة فيها تنبئك بأن لا فائدة من كل هذا
وتستسلم كما استسلمت أنا منذ زمن بعيد !
لكن عقلي يرد: وهل الحياة تحلو بغير هذه الهرولة؟
وهل يستقر الفكر إلا بعد التشتت والبحث؟؟
وهل تهدأ النفس إلا بعد هذه البعثرة!؟
أيها القلب الحبيب :لابد يوماَ سنصل فانهض
الطريق ليس معبداً بالورود
لكن يبقى الأمل بالوصول موجود !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق