ها أنا أعلن العصيان على السماح ..
أهجر معاهدات .. الـ سين .. والميم .. والألف .. والحاء ..
معلنة تمردي .. على كل مسارات الحروف المتشابهة حتى .. حرف الياء ..
فمذ انحنيت .. بقبلتي .. أقسمت أن تكون تلك انحنائتي الأخيرة .. ..
منذ أن تشظى .. قلبي .. بابتسامة ذاك المساء .. الساخرة
و تشرذمت دمعة بمقلتي ..
وتيتمت .. مشاعري ..
من يومها .. و أنا بحيرة ..
لما أنا من تسامح ؟؟
لما .. أدعي أن لا شيء بقلبي انكسر ..؟؟
وأنني صبية مطيعة .. تنقاد للأوامر ؟؟
لما عليَّ أن استجيب .. لدعوة تسامح ..
يدعي أصحابها أنني .. سأكوى بنار جهنم ..
وأحرق بجمرها .. إذا أنا ..
احتفظت بنارالكراهية مستعرة بقلبي الصغير ؟؟
وينسون أنني ..
إنسانة .. لا قطعة من خشب .. ينحتونها كيفما تشاء أيديهم
لما عليَّ وحدي .. أن أكون قطة وديعة ..
يأمرونها .. فتلبي ؟؟
*********
هذا الشارع .. كان دائماً .. حالكاً ..
ورغم ذلك أدمنت المشي فيه ..
تعاريج مساماته .. انطبعت .. تحت قدمي ..
و زخارف فوانيسه المكسورة أبداً .. تداخلت بمآقي عيني ..
وفي كل مرة ..
أقسم أن أطرد أشباحه من رئة تنفسي ..
و استبدلها .. ببعض نقاء .. ..
فتتلبسني شياطينه .. مارداً .. أسود يأبى الرحيل ..
يحيرني طريقي ..
فأنا وعندما اخترت المشي ..
كانت الخطوات .. بيضاء .. بياض الثلج ..
وعلى ما أذكر قيل لي .. أن الشرق من هنا ..
وأن الشمس تشرق عند المنعطف تماماً .. عند الزاوية اليسرى ..
لكني الأن أدرك .. كما لم أفعل من قبل ..
أن هذا الظلام .. سرمدي ..
و أن .. آخر الطريق .. منعطف .. نحو سراديبٍ من عذاب .. أبدي !!
بالأمس .. حلمت .. حلماً ساذجاً آخر ..
مددت يدي وسط أحداثه ..
صرخت .. بين تداخل .. أصوات عبثه ..
لأستيقظ .. وقد بللت عيناي دموع الفرح المنسي ..
وذكريات حلم .. قرر الرحيل دونما رجعة ..!!
وقد كنتُ أظن أيضاً .. أن هناك شيء ما .. يسكن قلبي ..
يُسمى إيماناً .. يقيناً .. حلماً ..
لكن.. ولشدة الحلكة .. لم أتنبه .. وهو ينسل مني ..
ويسقط وسط الدرب ..!!
نهاية الطريق .. تتراءة ..
وطريقي يزداد ظلمة ..!!
صرت .. أبحث عن فجوة .. تسرب لي بعض الضوء ..
لكني في كل مرة .. أجد أن الظلمة تتضاعف ..
وحيث أنا .. لا ضوء .. لا دفْ .. لا سكينة ..
إلى أين تسيرين .. ياتيما ؟؟