ملاحظة : هذه المدونة ليست للاستهلاك الآدميـ .. بل هبة لأسماك البحر ...

كلمات ليست موجهه لأحد ولا تعني أحدا ، وليست مع أحد ولاهي ضد أحد ،فهي عبث خيال كاتبة جنت بالحرف و اتخذت من الحزن صديق . . . . . . . . . . . . . . . . . تقديري للجميع / تيما

الأربعاء، فبراير 29، 2012

تواصل



في الليلة السابقة  قابلتها
احتضنتها بشوق أيام الغياب
ثرثرت بصمتي كثيرا
وانصتت لي كثيراً ..
جدلت أطراف شعري المتناثر ..
وعندما انتهت بكيت كطفل فقد أمه تواً   ..
فكفكفت دموعي بأطراف أصابعها المتعبة..
وهمست .. لا بأس .. لا بأس .. يا صغيرتي ..

أخبرتني أنها كانت تعرف بامتداد ذلك الحزن فيَّ
لكنها آثرت الصمت كيما تبقي البريق بعيني متقداً ..
و أنها كانت تشعل ما كنت أطفئه من شموع ..

صرتي تتكلمين مع الموتى كثيرا !!
 الاموات وحدهم لهم القدرة المطلقة لتحمل حماقاتنا
وابتلاع تعاريجنا دون تململ ..
دون ضجر .. دون أحكام مسبقة ..
فعندما كانت هنا كنت أخاف منها اكثر ..
و أختبئ منها أكثر ..
و اتجاهلها أكثر و أكثر ..
والآن ؟

الآن صرت أشتاقها أكثر
و أحتاجها اكثر
و أحن اليها اكثر..
و أصبحت هي قادرة على اختراقي أكثر
والإنصات لي أكثر .. و عذري أكثر
ومسامحة حماقاتي أكثر وأكثر
لذا صار التواصل بيننا ممكنا
وجميلا .. ودافئاً  ..
هكذا انا لا احتضن إلا الأموات ..
فهم يشبهونني .. لا يتواصلون إلا بالصمت
ولا يفهمون سوى لغة الرؤى و الأحلام


الثلاثاء، فبراير 28، 2012

أهدي إليكَ فاطمة ...


امرأة من زمن مجنون
لا مرئي كما يجب .. 
لا حاضر كما ينبغي
لا غائب كما ينبغي
تسربك إلى عالم خاص لا يفهمه إلأ من وسمته ذات المعالم ..

أهدي إليك فاطمة ..
ربيعية .. غضة .. هشة .. 
روح شاحبة بلون الشتاء .. 
مراوغة .. كاذبة .. متحايلة حد الإبداع ..

أهدي إليك فاطمة ..
أمرأة قدت من صبر .. حداً أعجز الصبر أن يصبر معها ..
فقفل هارباً من بوتقة آلآمها التي لا تنتهي ..
أمرأة تعرف كيف تبكي .. ومتى تبكي ..
ولمن تبكي ..
أمرأة تحول بلمسة من يديها أي حياة لفتات لما كان يسمى حياة ..
بعض وقتٍ معها .. كفيلٌ .. أن يجعلك تتخذ من الموت حبيب .. 

أهدي إليك فاطمة ..
لا شبيه .. لا مطابق .. لا مقارب ... لا ملامح تشبهها ..
لا حزن يشبه حزنها ..
لا أحمر شفاة يشبه ما يلطخ  شفتيها ..
ولا كحل يقارب بلونه  لون التصنع بدموعها .. 

أهدي إليك فاطمة .. 
قطة مستكينة ..
تأكل إذا ما أكلت  بعض بنيها ..
أما بواقيهم فترميهم نحو براري الفقد ..
والبربرية .. نحو هوة الجحيم الأبدي .. 
ثم من جنونها تبكي بنيها .. 

أهدي إليك فاطمة ..
أمرأة تحتار  معها ..
أتراك تحبها .. أم تراك تبغضها ..
تقربها أم تبعدها ..
تعطيها أم تحرمها ..
فمهما فعلت معها .. لستَ ترضى ..
و أبداً مهما فعلت .. لست ترضيها ..

أهدي لك فاطمة ..
جاهلة .. حكيمة .. غبية .. مترفة .. فقيرة .. 
فأينما صنفتها لست تظلمها ..
تعطيك لترضيك ..
تعطيك حتى بضعها ..
تسقيك ماء عينيها ..
تغذيك بأحشائها .. 
طواعية .. 

أهدي إليك فاطمة ...
عالم من جنون ..
و افتراء .. وتدنيس ..
وتدليس .. 
عالم .. إن دخلته .. 
تعيش أبد العمر  أسيراً له .. 
ولا تستطيع منه فكاك 

الأحد، فبراير 26، 2012

مساحة خفية ..



أخلع  آخر ملامحك من ملامحي ..
أمزق آخر صلة  تربطني بعالمك ..
العن أنوثتك .. وعبقرية جمالك ..
وأرمي فنون إغرائك ..
و أزهق روح وجودك فيَّ

أشهد - دون خجل - أنني لا أنتمي لعالم يشبهك ..
احتضنني ... أحتضنني حقاً ..
وصدقاً .. بلا زيف ..
بلا تصنع .. بلا لصق لملامح لا تخصني ..
أضم عالما .. يضم أشلائي المبعثرة ..
عالم خاص بي وحدي ..
يبعثرني .. يلملمني ..
يستأثر بلون عيني ..
أبوح له بجميع أسراري ..
 فيرسم لي حواس لا مرئية ..

أكفر بالأنوثة .. وبتاريخ النساء ..
وأكتب تاريخاً آخر ..
لا ينتمي إلا لي .. وحدي ..

و أهرب من دعائك ..
وملاحقة أحلامك الساذجة لي / بي
و أطعن خاصرة آمالك ..

أمدد مساحتي بطول الأيام الباقية ..
أسرق بعض الفرح لي ..
لي وحدي ..
أعرف ولاول مرة ..
ما معنى أنانية ..
ما معنى أن أفرح  ..
كيفما كنت ..
وبامتداد مساحاتي الخفية ..

الخميس، فبراير 23، 2012

العودة إلى رحم من نحب ..




أيمكن ان نختار أن نولد من جديد
نختار الرحم الذي يضمنا
طعم الحليب الذي يطعمنا 
والاوردة التي تغذينا ..
مواطن نبتنا .. و إنباتنا ..
ننزرع كثمار بحر  في رحام من نحب ... !!

لم تعد هذه اللغة المهترئة تكفي
لم يعد بامكانها ان تحوي امتداد الحنين إلى المجهول
الذي يرفض أن يأتي .. إلا كالموت بغتة .. !

فكر و أنت تغضبك بضع خطوات تفصل الموت عن الموت
تفصل التقاء شريان بشريان
تقهر  القلب على توقف النبض .. للحظات
لتولد من جديد .. زهور فرح 
تُوقفك عند باب الولوج
 لما لست اكيدا بعد من الرغبة فيه

لستُ أرى سوى امتزاجا أبدياً
لن أكون يوماً سكرة وصول للموت التالي ..
تولد بلحظة وتنتهي باللحظة التي تليها
رغم أني أموت .. 
وأعلم أن لا ابدية في هذا الكون .. 


ربما أنا أحلم .. فقط أحلم ..
أحلم أن تعود عصفوراً لرحمي ..
كجنين يرفض أن تحزنه الحياة ..
ليولد الفرح من بين أصابعه ..
ليتنفس ربما للمرة الأولى اختبار الحرية
يتنفس سر  صدق البوح 
سر الوصول للبداية 

أناغيه ..
يا بني لا تحزن
لا تحزن  ..
فللشق  الابدي شيء من اندمال ..
لابد له من وجع ليكمل مخاض الحضور 
و أنت لابد ستولد ..
ولابد ستصرخ ..
ستطلق صرخة الألم المخبئ فيك ..
و لابد لهذا القلب من هجوع
و إن لفظت الأم آخر أنفاسها وهي تلدك ...
فلا تخف .. يابني .. 
لا تخف 


نبؤة ... 
لا يتكرر موتنا  .. 
نحن نموت مرة واحدة فقط ,, 

حياكة ..



الثلاثاء، فبراير 21، 2012

قلب بارد



سألني وهو يريني صور أحد الجرحى في سوريا 
: يا لقلبك .. أليس لك قلب لتحزني عليهم ؟!! 

أجبت بلى كان لي قلب ..
انفطر فجيعة على إزهاق أرواح شبابنا .. 
و انتهاك أعراض نسائنا ..
و ذل خضاب شيب لحى شيوخنا .. 
وفجيعة أطفالنا بيتمهم 
التي لم يلتفت لها أحد .. 
ولم يبك عليها أحد .. 
ولم يربت  أحدٌ عليها ..  
فحل محله قلباً من حجر ..
عودته أن لا يتأثر على جراح أحد .. 
ولا يبكي لفقد أحد .. 
كي لا يذوب حزنا ..  
مرة من ظلم الظالمين ..
و الف مرة من قهر العنصرية 

الصورة لأحد شهداء البحرين 

الاثنين، فبراير 20، 2012

مقاطع ليست للفهم 9



لا تحزن يا جدي فذلك أيضاً قدر ..

يمر قطار السفر سريعا ً
ولا يكترث بنا ..
حيث لا تفهم من الإشارات شيئا
حيث تمضي ليلها تجمع أطراف أهازيجنا  ..
حيث تتلمس وجهاً مستدير الطفولة
يرمقها بنظرة تلجم لسانها عن الكلام
وبداخلها تخيط ثوبا للفرح
تعد نفسها بلبسه صباح عيدٍ قادم
وتبقي ذلك سراً

ترمقه على سريره الأبيض
لكنها ليست خائفة أن يرحل
هي تدعو له ببعض راحة وحبتين من سكينة الفؤاد
تعبتَ كثيراً يا جدي و أنا تعبتُ معك ..
تعبت أن أحبك .. و أتعلمك .. و أفهمك ..
و أربت على تاريخ أيامنا ..
وفتح هدايا طفولتي ..
جدي .. لا تخف من الرحيل ..
ما يخيف حقاً هو البقاء ..

سحابة بيضاء حكيمة مرت بي هذا الصباح ..
أخبرتني أن وراء غمغمتها خبر ..
و أنا صدقتها عندما أتى المساء ..
والصقت جسدي بتربة الصلاة ..
ولم أبكِ ..
بل شكرت الله ..
لأنه خلق الغيم في السماء ..


الخميس، فبراير 16، 2012

وحيداً جداً ..



أحياناً يُقدر لك أن تسير وحيدا
وحيداً جداً ..
 تسير ولا تعرف لما قُدر عليك ذلك ..
رغم يقينك أن لكل شيء سبب .. وحكمة تغيب عنك ..
قد تعرفها لاحقاً وقد لا تعرفها أبداً ..
قد يقدر لك أن تصطدم بحقيقة غائبة عنك .. وقد لا يُقدر ..
تعيش طوال العمر .. و أنت تهرب منها ..
وتسير متسائلا .. عن السبب .. !!
عن مغزى أن تعتصرك الوحدة حتى النخاع ..
بينما الألاف يسيرون حولك ..
يحفون بك ..
يعتصرون أروقة عروقك ..
يستنزفونك .. يستهلكونك ..
للحد الذي تتمنى فيه أن .. ينفضوا من حولك ..
 يتركوك وشأنك .. ولو قليلاً
لساعات .. لدقائق ...للحظات .. !
ورغم ذلك الزحام ..
 تبقى وحيداً جدا ..
جدا ..
وحيداً .. بملامح الداخل
روحك التي لا يشبهها أحد ..
عقلك الذي لا يقرب من أحد ...
ولا يقربه أحد ..
روحك المغلقة على كل أحد ..
وفي وجه كل أحد ..
حتى أنت ..
لا تعرف كيف تقترب منك ..
ترفض أن تمسك ..
تنفر نفسك منك ..
لا تسمح لك أن تمسها ..
تربت على كتفها  ..
تتلصص عليها ..
تحتضن نبضها ..
ترفض أن تبوح لك بسرها ..
ترفض أن تبقى معها .. / قربها
تمد يديك لتتلمس ملامحها فتفر منك ..
وتبقى لتعيش منفصلا عنك ..
لعنة أبدية ..
لا يراها .. لا يشعرها .. سواك ..
 طُبع على جبينك ..
 " لا مساس .. " 
قدرٌ أبدي ..
لابد أن تعيشه ..
أكثر / 
ارضَ بقدرك .. 
و إن لم تعلم .. السر فيه  ..
فهو رفيق طريقك ..
ولا تصدق أن أحداً يشبهك .. 

الاثنين، فبراير 13، 2012

سر




هي : هل أخبرك بسر ... لن أطلب أكثر
هو : نعم
 اخبريني
هي : لن أطلب أكثر ..
لن أطلب " منك " أكثر ..
هذا هو السر ..

 كان طلباً أخير ..
 ولا شيء أكثر .. 

الجمعة، فبراير 10، 2012

عقيدة ...




بمرور الأيام ..
تعلمت كيف أكون المسافرة ..
و أنني لست محطة سفر ..
و أن الحياة هي محطة السفر الكبرى
 يتركها المسافرون عند مقدم القطار التالي ..

فأصبحت أتسلل من ظلال ثرثرة العابرين دون أن يلحظني أحد ..
و أدمن ركوب قطارات العبور السريعة ..
 لمحطة مجهولة لا يعلمها سواي ..
أبقيها سراً أشاطره السحاب  ..
كي لا ينطفئ سراج أيامي دونما معنى ..
و أعبر سراديب سعادة خفية لا يسرقها مني أحد ..


علمتني الأيام ..
أن العبور كسائح في هذه الدنيا يعطيك نوعاً من الحصانة ..
حصانة ضد الكسر ..
وضد الحزن ..
ضد الضعف ..
وضد الأنهيارات الساذجة ..
التي تستهلكنا عادة ..

علمتني الأيام ..
أن أيقن أن لاشيء لي هنا لأبكي عليه ..
فكل الأشياء للدنيا .. و أنا للفناء ..
و في الفناء يتبدد كل شيء ..
حتى أقرب الأشياء ..
و أحب الأشياء ...
و أجمل الأشياء ..
و أعمقها على الإطلاق ..

علمتني الأيام ..
أن أكفر بكل شيء ..
بكل شيء ..
فلا شيء يبقى ..

علمتني أن الكفر بالحياة عقيدة ..
وهي عقيدتي الوحيدة ..
ولا شيء أكثر ..



حينما تفهمك أمرأة ..




1- ح ـيـ نـ ما
تتوغل في أوردتك ...
حتى تلك التي لا تعلم  أنت شيئا عنها  ..
تنساب مع سيل الدم المتدفق في عروقك ..
ونبض أوردتك ..

2- و ح ـيـ نـ ما
ينتهي كل شيء ..
يبقى وشمٌ منها في مكانٍ ما
يستوطن أقاصى الذاكرة ..

3- خليطٌ بين أصقاع التمرد
 و الاستسلام ..
والجبن ..
وخطة مخبئة دائماً
استعداداً للهرب ..

4- لا يسعها اعتذار ..
تلك المساحة
لا تسعها دائرة الاحقاد والكراهية
ولحظات من قليل حنو لا تُستحضر ..
ولا تحضر ..

5- وجلٌ ... أكبر من مساحات كل الدنا ..
لكنه لا يتسع ليسع لحظات جنون كبرى
ومساحة عمر لم ينقضِ بعد أجله
لكن الحقد والضغينة أكبر منه ..

6ـ أمرأة عاشت عمرها كله تهرب منك ..
لانها تفهمك أكثر مما ينبغي ..
لكنها غفلت عن فهم ذاتها ..

الاثنين، فبراير 06، 2012

الغفران




" اختلست عزة النظر الى اصدقاء الامس
بينما غطى امجد وجهه براحتيه
وعزة شبه تأكل
شبه تنظر الى امجد
وشبه تحلم   "

الغفران 
حسن سامي يوسف