أين هو ؟
فلم تسترسل لتخبر بقية الحكاية ..
معلقة ما زلت أبحث / عنها ..
/ عنه ...
أبحث في الطرق التي سار بها ..
ربما يكون قد ترك قبساً
لربما .. عاد من أحدها ..
بعث بقصاصة أخيرة ..
للفصل الأخير ..
للرحلة الأخيرة ..
ربما صورة للبقعة الأخيرة
لأثر أو دليل ..
لم أكف يوما عن ذلك البحث .
لكني حقا .. لا أجده ..
بين زوايا الحروف تكمن حروف غير مرئية ..
أحاول أكتشاف شفرتها .. لأفهم ما مصيره ؟!
أين اتجه .. ؟
أين خبأ دهشة الضوء ..
وعبق البياض ..
وبقايا الخطوات .. / وبضع خطوات النجاة ..
و عندما يأتي المساء ..
تحول حلكة الليل دون الرؤيا ..
أبحث و أبحث ..
ولا وصول ..
لطالما بحثت حتى في تفاصيل أحلامي عنه ..
لم يكن فارس أحلام ..
ولا فاتح مدينة عشق .
بل .. فاتح طاقة نور ..
ورفيق طريق دون درب مساس
/ ولا مآرب ..
مع تماس سري ..
بين ما لا يمكن البوح به ..
وهنا ..
في هذه البقعة الشديدة الحلكة ..
أجثو على ركبتي ..
محملة بخيبة النهايات غير السعيدة ..
ليس لأنني لم أجده ..
ليس لأني فقدت أثره ..
وليس لأن دربا الوصول لم يتقاطعا ..
فقد يكون وصل إحدى جزر الفرح ..
وعاش بسعادة أبدية ..
فرحاً بالنجاة .. و الحرية
متلمساً درباً للسماء
بعيداً عن تلك الظلال / الضلال ..
بل تتجمع الخيبة في قلبي .. لأنني ..
وفي كل طريق سلكته أثنا بحثي عنه ..
فقدت جزأً مني .. وجزءاً منه ..
في الحقيقة ..
عندما كنت أبحث عنه ..
كنت أبحث عني ...
ففقدتني إذ فقدته ..
لابد من حرية أكبر نطلبها ..
نطلبها جداً......................
جداً .............................
فجزيرة الفرح .................
لا تستقبل منكسري القلوب ..
والأحلام ...