لا شيء يزورني غير طيفٍ من أحلامك ..
حيث أقف عاجزة تماماً .. حتى عن مناداتك ..
اليوم لاحقتني أفكار كثيرة ..
كان أغلبها عنك .. وعن الكتابة إليك ..
وعن محادثتك ربما
عبثت تلك الأفكار بعقلي ..
وطوحت بي بعيداً ..
إلى زمن كانت الكتابة لك
سرا مقدساً من أسراري ..
هذياني بك .. بدا مسموعاً جدا ..
لدرجة أنني سمعت صوتك وأنت تناديني ..!!
وخشيت أن يلتقط المارة .. صوتي الراحل إليك ..!!
لكن أو تعرف .. حتى أنني لم أعد أبالي .. !!
هل تبالي حقاً بالأسماء ..
بالصفات ..
بما يحويه بريدك مني ..؟؟
لست أدري ..!!
كل ما أدريه أنني سرت أقطع المسافات ..
و أنا مغمضة العين ..
أتلمس حلكة الطريق .. دونما صوتك ..
فسارت .. أيامي سريعة .. وعدى المفترق الأول ..
ثم الثاني .. ثم ... المائة ..
لم يعد يهم ..!!
نادني رباب .. كما كنت تفعل دائما ..
وسأنسى .. في غمرة سرحاني بكلماتك .. وأصمت ..
لن أخبرك حتى عن اسمي
أو أنني أختبئ .. منك .. تحت ضباب الأيام ..
لأنني ببساطة لا أملك إلا لعبة الاختباء ..
اليوم .. لم أجرؤ على طلبك بالهاتف ..
على الرغم من أنني أعرف أنك لن تجيب .. !!
وكل ما هنالك أن مجيبك الآلي سيرد عليَّ ببرود
ليخبرني أن أترك رقما ما ..
لتعاود الاتصال بي ..
لم أفعل لأنني لم أرد/ك أن تسمع
صوت الكذب ملتصقاً بحنجرتي .. !!
و أصمت .. صمت اليائس من أن تسمعني ..
على الرغم أنني قطعت اليوم في الثرثرة غير المبررة ..
أيضا بك ..
وبأشياء أخرى
تكاد تكون تكراراً لما قيل أمس ..
والذي قبله ..
وهذا الهذيان الذي ينتابني ..
وهذه الكلمات التي لا تعني شيئاً بالتأكيد ..
سوى أنها متنفس .. في آخر أروقة الحياة بالنسبة لي ...!!
ولأني أغلقت النافذة المطلة على قلبك .. / قلبي ..
أصبح الكلام .. محض عبث لا مبرر له ..
هو فقط .. ثرثرة .. لا معنى لها على قارعة الكتابة ..
حتى أنني أسمع الحروف وهي تستصرخ من عبثي بها ..
تحاول الاختباء من أطراف أصابعي فألاحقها بي ..
و أغرزها بين السطور .. دونما رحمة ..
باهتة..
خافتة ..
سطحية ..
وعليلة .. حد السكر.. حد فقد الوعي !!