وهل أخدع أنا نفسي ..؟
هل أبعثها نحو طريق لا ينتهي .. من تبدد أمل النجاة ؟
وهل تكفي سكرة ضياع أخرى في ذاك الطريق ؟
وكيف ينجو المرء من نفسه ؟ من قدره المحتوم ؟
من لحظات الجنون والفراغ الممتد بين جفنيه ؟
من فزع الهزيمة حتى القاع ؟!
هل ثورة فاشلة أخرى تكفي ؟
لتبدد أطياف البياض ؟
لضياع الإخوة وأحباب القلوب ؟
ومن سيضيع بعد الآن ؟
وماذا بعد امتداد هذا السواد ؟؟
حمل ثقيل تمشي به .. ثلاثون عام !!
تشعر بالوهن / أشعر بالانكسار .. جداً
ولم أجد أصعب من خوض حروب لم نستعد لها ..
لم نكن بحجم تجبرها ..
تكسرنا تلك الحروب .. تكسرنا جداً .. جداً
ثم إذا ما كبرنا .. كبرنا جداً
نكتشف أنها لم تكن أبداً معركتنا ..
لم نكن إلا أطفالاً صغاراً ..
وحمل مسؤلية ثورة كاملة ..
لا يمكن أن يحمله إلا الكبار ..
كان يجب أن يحملوا هم .. همنا .. آلآمنا .. و أوجاعهم !!
ويتركونا نحن نكبر / بروية من يكبرون .. / كما كل الصغار ..
أن لا يلقوا ثورتهم على ظهورنا .. وينهزموا ,,
لنخوض نحن بالنيابة عنهم معاركهم ..
زرعونا في طين الأرض بين دودها ، وعارهم ..
كنا أقل خبرة ودراية .. فخسرنا .. وهزمنا .. !
كنا أقل إمكانية من لعب ذلك الدور الخطير...ففشلنا .!!
وهل أخدع أنا نفسي ... ؟؟
مازلت مذ انهزام ثورتي .. أعيش دور الهروب ..
ولم أحسن يوماً أن أكون هنا .. في هذا الوجود ..
سرت أخاف أن العب دور الكبار ..
صرت / على عكس المتوقع ..
صرت وكلما كبرت ، أصغر .. و أصغر ..
الهزائم تزرع في دواخلنا عار .. إثر آخر
/ و أكبرعارٍ لنا أن لا نكبرونظل أطفالاً صغار ..
تزرع بدخلنا الخوف من خوض حروباً جديدة ..
حتى و إن كانت حروبنا نحن .. معاركنا نحن ..
بحجمنا نحن ..
نتخلى عن كل شيء .. عن كل شيء ..
نتخلى حتى عنا .. عن غدنا الذي لم نعشه بعد ..
نؤثر دور السلام ..و أي سلام ..!!
نحن في الحقيقة
نتجنب رؤيتنا ننكسر من جديد ..
أكثر
أرفض أن العب دور الثائر من جديد ..
فذلك الدور لا يناسبني ..
لا يناسبني ..
/ سرت أخاف
أن يكسرني من جديد ..