مباشرة نحو الصدر ... / طعنة
نبيع فيها أعمارنا لشياطين الأنس والجان ..
يستحلون فيها أرواحنا، مصائرنا ..
يستولون على أيامنا الماضية / القادمة ..
نهبهم أحلامنا طواعية ..
لأننا ببساطة .. لا نملك إلا أن نفعل ..
فكم تأسرنا
............ دمائهم فينا .
أيها الصديق ..
أياك أن تبيع أحلامك الغضة لأحد ..
إياك أن تهب عمرك .. ثواني الغد الآتي لأحد ..
احتفظ لنفسك ببعض أيام تعيش بها / لك
لا تبع أحلامك لمن سيبيعونها .. ويمضون دون أن يقدروا شناعة فعلتهم ..
دون أن تمر ببالهم إشارة صغيرة بأنك أصبحت دون حلم يخصك ..
فأنت ببالهم قصيدة عطاء لا تنضب ..
يعرفون ما يستقر بقلبك ... فيستلونه منك طوعاً/ أو قسراً
إياك أن تسمح لنفسك أن تهبـ/ ك لهم ..
أبقِ شيئاً منك / لك ..
أبقٍ شيئاً تعانق دفء ترقبه بينما الأيام تمضي ..
أبقٍ حلماً ما .. أي حلم تستطيع سماع نبضه بداخلك
هب لنفسك الفرصة لمشاهدته وهو ينمو و يكبر ..
لتكون أنت ...
لتجني فرحة تبرعمه في قلبك ..
وازدهار ورووده فيك ..
أيها الصديق ...
لا تحرم نفسك روعة أن يكون لك ...
عالمك الخاص ..
فرحك الخاص ..
حزنك الخاص ...
ملامحك التي تشبهك حقاً ..
بعيداً عن التشبه بحيوات لم تخلق لك ..
ولم تُخلق لها ..
تعلم منذ البدء
كيف تصنع أنت ..
أنت لا شخصاً آخر ..
أبحث عنك ..
تلمس ملامحك ..
تعرف عليك ..
بصمات أصابعك ..
نغمة دقات قلبك ..
لون عينيك .. ، ملمس خصلات شعرك ..
أنت ... بجميع تفاصيلك ...
أنت.. ذلك الذي يشبهك أنت ..
الصق في ذاكرتك .... / ذكرياتك أنت ..
لحظاتك تلك التي تريدها أنت .. لا ذكرياتهم ..
لا لحظاتهم ..
لا مخاوفهم ..
لا أوجاعهم ... لا أحلامهم ..
لا أمنياتهم ..... أنسهم ...
تذكرهم فقط ... بعد أن تؤسس أنت ..
عندما تؤسس أحلامك الخاصة
وتستكمل بنائك الخاص ...
ملامحك التي تشبهك أنت ..
وحتى أوجاعك الخاصة ..
عندها ياصديقي .. فقط ..
يمكنهم البدء .. لكن ..
ليكن بدئهم خارج خارطتك ..