تحيرني تلك اللوحة الشاسعة من الألوان .....
خليط متجانس من الوان شتى
لا تربطها صلة قرابة سوى أنها تنتمي لذات الرقعة
فهي تتقاسم الحياة ذاتها ..
وتجمل ......... / الأشياء !!
ومهما اختلفت درجة حرارتها ، وحِدتها ..
قربها ، بعدها .. وحتى نقائها .. تبقى تزين ذات اللوحة ..
لا يمكنك سوى أن تحبها .. تعشق تفتلها بين الزوايا ..
حتى بين ملامح لوحات لم ترسم بعد ..
المهم أنها .. تتمازج لتعطيك وقع الدهشة عند التأمل فيها ..
تتأملها فلا تملك سوى أن تعشقها ..
تعشق ما تتركه بداخلك من فرح ..
وحده اللون الأسود من يشوه ظلال نظرك إليها ..
لا أجده في الليل الساكن كما يزعمون ..
فقط هو مساحة من حزن .. يحضر ..
من ألم ، وجع .. من أثم مخبئ بين الجفون ..
من بقايا ماضي لا تريد تذكره
بينما تظل بعض الألوان ساحرة ..خلقت فقط لتتأملها ..
فما أجمله لون الفجر ..
أتتصوره ؟
عروسة بحر صافية السريرة ..
تخفي مشطها العاجي تحت وسائد البحر ..
وشيء آخر ..
أحيانا يعجزك التصور ..
فمثلا ما لون الجوع *.. ؟؟
نعم .. ما لونه ؟؟
أصفر شاحب يتلصص من خلف الحجب ؟؟
أبيض شفاف يومض بين حفنات اللحظات ؟؟
لا أعرف .. أحيانا أراه وسط نوبات جوع جنوني ..
كضوء شارد يسلك زقاق العقل في غفلة من صراخ ..
أحيانا يبكيني فأنا حقاً لا أميز لونه ..
أشعر بوخزه يتسلل إلى أطرافي المخدرة ..
في غفلة مني ..
يستل بعض يقظتي يسرقني من مجاهل النوم ..
يبدو أحيانا .. شبحاً أسود يلاحقني في الأحلام ..
و أنا أهرب ..
أهرب .. لكنه يظل لييقظني ..
ويجبرني .. أن أتبعه إلى حيث يريد ..
يجبرني أن أنظر و أنا لا أريد النظر ..
أريد أن أغفو ... و أنسى أنه حاضر ..
لكن لا يمكنني .. لا يمكنني ..
أظل كالمكهربة بوميضه ..
يجعلني أهذي .. أصرخ .. أغضب ..
أُغضب ...
ياه ما أبشعه لون الجوع ..
أجمل ما أفكر به عندها ..
أن في الجنة ينتحر الجوع ..
" إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون، لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون، سلام قولا من رب رحيم " يس 55
* الجوع هنا ليس مجازا ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق