تهرب مني الحكاية
تبحث عنك في براري هروبك الأزلي
يا الله كم أشبهك في هذه اللحظة ..
أشبهك ...
كانكسار خنجر الغياب إلى شطرين ...
أوتذكر يوم سألتني كيف تقرأ ؟!
يومها كم كنت غبية .. إذ لم أفهمك ..
ولم أضمك ... لتقرأ ..
أشبهك في أميتك .. فأنا أيضا لا أجيد القراءة ..
ولا الاقتراب ..
ولا .. الحياة ..
ولا فن خوض الحروب ..
ولا حتى فن الانسحاب منها ..
وفي مثل هذه الليلة الباردة الصقيع التصق بالنافذة ..
التف بالستائر ..
تلسعني أطراف الليل ..
أسمعك تناديني ..
أتسلل و افتح الباب ..
احتضن تشردك / تشردي الأبدي و أبكي ..
أسقط / نسقط معاً نحو مجهولنا .. المنتظر ..
لست هنا حقاً و أنا أهذي ..
فقط أهذي ..
أهذي .. بك وبي ..
و بأيانا معاً ..
يا الله كم أشبهك ..
تشبهني ملامح إدمانك ...
أشبه سرك المخبئ ..
في تلك العصبية القافزة من بين ثناياك المكسرة ..
و أشبه انكسارك ..
وكأنه ليس إلا أنا ..
تلك المنهارة المكومة بداخلي ..
أشبهك حد الوجع ..
وانكسر بك .. حد الفجيعة
يكسرني هذا الشوق إلى طيفك ..
يكسرني أنني أتناساك ولا أنسى ..
أظل .. تظل .. تعذبني
أنني حملتك وقطعت الطريق حتى المنتصف ..
وخلفتك في قسوة الدرب وحدك ..
تستنشق لفافات الضجر و الحيرة
و الوحدة والجهل ..
الجهل .. !!
أوتدري يضحكني هذه النبرة ..
نبرة التعالي ..
الغرور فيَّ ..
تبكيني مطاردة ملامحك لي
فكلما مر ليل قارس كما الليلة
وانطفئت قناديل الرؤيا خارج حدودي
أبصر ملامح دواخلي .. وأدرك بشكل عميق
كم تستوطنني
فأود أن أبكي ..
أغص بدموع الحسرة ..
إذ لم يعد من الممكن الرجوع بالسنين ..
ست عشر .. لا بل عشرون عام ..
عشرون عام كنت أنت مجرد طفل ..
و أنا أحاول أن أكون أطول منك قامة ..
في حين كنت أكثر من قزمة ...
عشرون عام ..
أسقطت فيها ممالك وجودك ... فاسقطتني ..
نهوي معاً ..
كلما هويت .. أهوي معك ..
تهوي معي ..
ولا نصل .. حتى للموت ..
هذا التشابه المتضاد يربكني ..
ففي حين عرفت أنا كيف يُقرأ الحرف ..
وجهلته أنت .. جهلت أنا كيف أمد إليك جسراً لتعبر ..
كنت .. يا صغيري ..
أشرف مني ..
رغم انسحابك ..
كان انسحابك نبلاً ..
في حين كان انسحابي .. مخجلا ..
ومخزياً ..
وطفولياً ..
كان إدمانك احتجاجاً .. وتمرداً ..
وصفعاً على وجوه الجلادين
في حين يختبئ ادماني..
بجبني ..
فلا يبصر/ ني أحد ..
أنجو أنا منهم ..
وتجلد أنت وحدك ..
و أجلد أنا بك .. وبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق